بصراحة,
في عدت مواضيع متعلقة بالبلد كنت حابب اكتب عنها في الفترة الأخيرة، مثل العوامل التي تسهل هدم البيوت التاريخية، او كيف ممكن نخلق حيز عام و مساحات خضراء فعاله، لكني اليوم و انا ماشي بالبلد تفاجئت بكمية المولات و المراكز التجارية التي سيتم افتتاحها في الفترة القادمة لذلك يوجد بعض النقاط التي بحب ان اشاركم فيها عن هذي المباني، اول شىء ممكن انا نتذكر المعماري الذي اخترع المول الامريكي، بصيغته التي نعرفها، يعني المبنى الضخم و المغلق الذي يمتلئ بالمحلات التجارية من كلا الجانبين، فيه مساحات واسعة للمشي و الكوفي شوب المفتوح في الطابق الاول، هذي كلها كانت افكار فكتور جروين(Victor Gruen)، معماري نمساوي هاجر مع العديد من عقول المنطقة في فترة الثلاثينات من الحكم النازي. في مخططه الاول كان المبنى يشمل مساحات خارجية، و مساحات ثقافية بالإضافة للمساحات التجارية لكن اصحاب المشروع قرروا تنفيذ المشروع بصيغة تجارية فقط. بآخر سنوات حياته جروين رح يكره الفكرة القدمها للعالم بحيث انه النتيجة القدمتها المشاريع لم تكن رؤيته، و مع الوقت تم استهلاك تلك المباني مثل السلع التي تبيعها و في النهاية تفقد قيمتها مثل معظم الاغاني البوب التجارية اول ما تسمعها تعشقها و بعد سنة بتخجل و بتقول "شو كنت عم بسمع؟!" هذه الظاهرة ليست محصورة بالولايات المتحدة, كثير من المدن الرأس مالية بنت و استهلكت مراكز تجارية لتبني بعدها مراكز تجارية اكبر و اكثر اغراء. بصراحة انا لا اعتقد انه مولات رام الله ستكون استثناء، لكن لماذا لا نستفيد من تجارب العالم و نحاول تكون هذه المباني (التي البعض يسميها الحيز العام في القرن ال21) فعالة و مستدامة بشكل افضل، على الاغلب الوصل و فاهم معي عن شو بحكي لهاي النقطة يسأل كيف، الجواب هو انا نفكر بالمول كمبنى مش تجاري فقط، ممكن يكون له جانب فني و ثقافي، يشمل الرياضه، مساحات للتعارف الوصل (networking), يكون فيه مكان للعائلة و هكذا تتوسع دائرة الحوار و التفكير بين مستعملي المبني لتشمل جوانب أخرى للحياة ليس بالضروري ان تكون استهلاكية، و في النهاية بتمنى انه انشالله بيوم من الايام نكون شجاعين بما فيه الكفاية للابتكار و بناء مدننا المستقبل و ليس لليوم فقط. كل سنه و انتم سالمين.![]() |
Comments
Post a Comment